بعد الأحداث التي تحدث حولنا و سقوط أنظمة كان سقوطها كحلم مستحيل... قررت العودة للكتابة بعدما شُغلت بتمثيل دور المواطن الذي يركض وراء لقمة العيش و الإكتفاء بسماع الأخبار... ولكن هبت رياح التغيير في الأردن و الثورة الشعبية ضد الفساد إمتدت من تونس إلى مصر و ليبيا و اليمن و البحرين و و.... و أخيراً إلى الأردن.
شاركت بكل المظاهرات المطالبة بالإصلاح, و قمت بتصوير كل شيء, أنزلت بعض من الصور و الفيديو على الإنترنت, تعرضت للنقد من كل من حولي... فالبعض شكك بوطنيتي لنشر الحقيقة و البعض قال لي (أصلاً هاي مش بلدك فعلى شو حارق دمك)؟ أما المواطن المشغول بلقمة العيش قال لي: بكفي إنا عايشين بأمان...
فهل فعلا أنا غير وطني لأني صورت الفيديو هذا؟ لقد كنت من الناس التي ذهبت إلى الدوار فقط لأنقل الحقيقة... لم أنتمي إلى أي حزب و حتى أن أكون تحت شعار شباب 24 آذار لم يعجبني... نعم رددت "الله أكبر" و "خبز, حرية, عدالة إجتماعية" و "سلمية" ولكن في كل مرة رددت فيها وراء حزب... أحببت أن أكون تحت شعار "المواطن الأردني"...
فلتكن نظرتنا بالأمور أوعى, كيف تقول لي (بكفي إنا عايشين بأمان) و أنت هذا حق من حقوقك كمواطن؟ أنت تدفع ضرائبك ليكون هذا الأمان متوفر لك فهو ليس "ميزة" بل "حق"... و كيف تقول لي (هي شغلك منيح و بتاخد راتب مشالله عليك شو بدك بالإصلاح؟) فلننسى ولو لمرة مبدأ "اللهم نفسي" فإذا كنت أنا أعيش حياة جيدة ... أخي تخرج قبل سنتين و ما زال يجلس بالبيت, و إذا أخي وجد عمل فهنالك 13% من شبابنا يعانون من البطالة... فكيف تريدني أن أفكر بنفسي فقط؟
أخي (الوطنجي) لا تشكك بوطنيتي لإني (أردني مش أصلي) فأنا ولدت بعمان و عشت حياتي كلها في الأردن, درست و تعلمت في المدارس الحكومية و عندما تخرجت توظفت بشركات أردنية, لم تسمح لي نفسي يوماً برمي القمامة على الأرض, ووقفت شامخاً كلما عزف النشيد الوطني, ودعوت للملك بكل صلاة جمعة... من أنت لتحاسبني؟ و تقول لي عبارة "أهلا بالكل في الأردن"؟ أنا كنت بدوار الداخلية أهتف للإصلاح الساعة الواحدة صباحاً و أنت أيضاً كنت هناك تطعن بشرفي وصفقت لك, لإني أريد مصلحتك...
هذا هو الفرق بيني و بينك أيها الوطنجي...